الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.البلاغة: التشبيه المرسل التمثيلي: في قوله تعالى: {كأنّهُمْ خُشُبٌ مُسنّدةٌ}.شبهوا في جلوسهم مجالس رسول صلى الله عليه وسلم، مستندين فيها، وما هم إلا أجرام خالية عن الإيمان والخير، بخشب منصوبة، مسندة إلى الحائط، في كونهم أشباحا خالية عن الفائدة، لأن الخشب تكون مسندة إذا لم تكن في بناء، أو دعامة بشيء آخر، ويجوز أن يراد بالخشب المسندة الأصنام المنحوتة من الخشب، المسندة إلى الحيطان. شبهوا بها في حسن صورهم وقلة جدواهم.ووجه الشبه كون الجانبين أشباحا خالية عن العلم والنظر..[سورة المنافقون: آية 6] {سواءٌ عليْهِمْ أسْتغْفرْت لهُمْ أمْ لمْ تسْتغْفِرْ لهُمْ لنْ يغْفِر اللّهُ لهُمْ إِنّ اللّه لا يهْدِي الْقوْم الْفاسِقِين (6)}..الإعراب: {سواء} خبر مقدّم مرفوع {عليهم} متعلّق بـ {سواء} و(الهمزة) للتسوية مصدريّة.والمصدر المؤوّل: {أستغفرت لهم} في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.{لهم} متعلّق بـ {استغفرت}، {أم} حرف عطف متّصلة {لهم} الثاني متعلّق بـ {تستغفر}، و{لهم} الثالث متعلّق بـ {يغفر}، {لا} نافية..جملة: {سواء عليهم} (استغفارك)... لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {استغفرت...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.وجملة: {لم تستغفر...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {استغفرت}.وجملة: {لن يغفر...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.وجملة: {إنّ اللّه لا يهدي...} لا محلّ لها تعليلية.وجملة: {لا يهدي...} في محلّ رفع خبر إنّ..[سورة المنافقون: آية 7] {هُمُ الّذِين يقولون لا تُنْفِقُوا على منْ عِنْد رسُولِ اللّهِ حتّى ينْفضُّوا ولِلّهِ خزائِنُ السّماواتِ والْأرْضِ ولكِنّ الْمُنافِقِين لا يفْقهُون (7)}..الإعراب: {لا} ناهية جازمة {على من} متعلّق بـ {تنفقوا} المنهيّ عنه {عند} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول من {حتّى} حرف غاية وجرّ {ينفضّوا} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى..والمصدر المؤوّل: {أن ينفضّوا...} في محلّ جرّ بـ {حتّى} متعلّق بـ {تنفقوا}.(الواو) حاليّة {للّه} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ خزائن {لا} نافية.وجملة: {هم الذين...} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {يقولون...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).وجملة: {لا تنفقوا...} في محلّ نصب مقول القول.وجملة: {ينفضّوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.وجملة: {للّه خزائن...} في محلّ نصب حال.وجملة: {لكنّ المنافقين لا يفقهون} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {لا يفقهون...} في محلّ رفع خبر لكنّ..[سورة المنافقون: آية 8] {يقولون لئِنْ رجعْنا إِلى الْمدِينةِ ليُخْرِجنّ الْأعزُّ مِنْها الْأذلّ ولِلّهِ الْعِزّةُ ولِرسُولِهِ ولِلْمُؤْمِنِين ولكِنّ الْمُنافِقِين لا يعْلمُون (8)}..الإعراب: (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم {رجعنا} ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط {إلى المدينة} متعلّق بـ {رجعنا}، (اللام) لام القسم {منها} متعلّق بـ (يخرجنّ)، (الواو) حالية {للّه العزّة} مثل للّه خزائن {ولكنّ المنافقين لا يعلمون} مثل ولكن المنافقين لا يفقهون مفردات وجملا جملة: {يقولون...} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {إن رجعنا...} في محلّ نصب مقول القول.وجملة: {يخرجن الأعزّ...} لا محلّ لها جواب القسم. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم..الصرف: {الأذلّ}، اسم تفضيل من الثلاثيّ ذلّ، وزنه أفعل وعينه ولامه من حرف واحد..البلاغة: فن القول بالموجب: في قوله تعالى: {يقولون لئِنْ رجعْنا إِلى الْمدِينةِ ليُخْرِجنّ الْأعزُّ مِنْها الْأذلّ}.وهذا الفن، هو أن يخاطب المتكلم شخصا بكلام، فيعمد هذا الشخص المخاطب إلى كل كلمة مفردة من كلام المتكلم، فيبني عليها من كلامه، وما يوجب عكس معنى المتكلم، لأن حقيقة القول بالموجب ردّ الخصم كلام خصمه من فحوى كلامه، فإن موجب قول المنافقين، الآنف الذكر في الآية، إخراج الرسول المنافقين من المدينة، وقد كان ذلك، ألا ترى أن اللّه تعالى قال على إثر ذلك: {وللّه العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون}..الفوائد: ذلة المنافقين:كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق، فتدافع رجلان: أنصاري ومهاجر، فنادى كل منهما أصحابه، فاستطلع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الأمر، وقال: دعوها فإنها خبيثة، فإنها من دعوى الجاهلية، فتناهي الخبر إلى عبد اللّه بن أبيّ، رأس النفاق، فقال: أو قد فعلوها (يعني المهاجرين) واللّه لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ (يعني نفسه) منا الأذلّ (يعني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم) فوصل الخبر لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال عمر: ائذن لي أضرب عنقه، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «هل يرضيك أن يقول الناس إن محمدا يقتل أصحابه؟» وفي طريق العودة، رصد عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي مدخل المدينة، ومنع والده من الدخول قائلا له: أنت الذليل، ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم هو العزيز، فعلم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالخبر، فأرسل إلى عبد اللّه أن يسمع لوالده بالدخول، فقال الابن: إن أذن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فنعم إذن..[سورة المنافقون: الآيات 9- 11] {يا أيُّها الّذِين آمنُوا لا تُلْهِكُمْ أمْوالُكُمْ ولا أوْلادُكُمْ عنْ ذِكْرِ اللّهِ ومنْ يفْعلْ ذلِك فأُولئِك هُمُ الْخاسِرُون (9) وأنْفِقُوا مِنْ ما رزقْناكُمْ مِنْ قبْلِ أنْ يأْتِي أحدكُمُ الْموْتُ فيقول ربِّ لوْلا أخّرْتنِي إِلى أجلٍ قرِيبٍ فأصّدّق وأكُنْ مِن الصّالِحِين (10) ولنْ يُؤخِّر اللّهُ نفْسا إِذا جاء أجلُها واللّهُ خبِيرٌ بِما تعْملُون (11)}..الإعراب: {أيّها} منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب {الذين} موصول في محلّ نصب بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- {لا} ناهية جازمة {لا} زائدة لتأكيد النهي {أولادكم} معطوف على أموالكم مرفوع {عن ذكر} متعلّق بـ {تلهكم}، (الواو) استئنافيّة {من} اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير فصل.جملة: {النداء...} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).وجملة: {لا تلهكم أموالكم...} لا محلّ لها جواب النداء.وجملة: {من يفعل...} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {يفعل ذلك...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).وجملة: {أولئك.. الخاسرون} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.10- (الواو) عاطفة {ممّا} متعلّق بـ {أنفقوا}، والعائد محذوف {من قبل} متعلّق بـ {أنفقوا}، {أن} حرف مصدري ونصب {الموت} فاعل {يأتي} بحذف مضاف أي مقدّمات الموت (الفاء) عاطفة {يقول} مضارع منصوب معطوف على {يأتي}..والمصدر المؤوّل: {أن يأتي...} في محلّ جرّ مضاف إليه.{ربّ} منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف {لولا} حرف تحضيض بمعنى الدعاء {إلى أجل} متعلّق بـ {أخّرتني}، (الفاء) فاء السببية (أصدّق) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (الواو) عاطفة {أكن} مضارع ناقص مجزوم جواب شرط مقدّر معطوف على جملة الدعاء، {من الصالحين} متعلّق بخبر أكن.وجملة: {أنفقوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.وجملة: {رزقناكم...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).وجملة: {يأتي... الموت} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).وجملة: {يقول...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {يأتي}.. {الموت}.وجملة: {ربّ...} في محلّ نصب مقول القول.وجملة: {أخّرتني...} لا محلّ لها جواب النداء.وجملة: {أصّدّق...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.والمصدر المؤوّل: {أن أصّدّق} في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من الدعاء المتقدّم المتمثّل في أداة التحضيض أي أثمّة تأخير في الأجل فتصدّق بالزكاة.وجملة: {أكن...} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.11- (الواو) استئنافيّة والثانية عاطفة (ما) حرف مصدريّ.والمصدر المؤوّل: {ما تعملون..} في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر {خبير}.وجملة: {لن يؤخّر اللّه...} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {جاء أجلها...} في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فلن يؤخّره اللّه.وجملة: {اللّه خبير...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {يؤخّر اللّه}.وجملة: {تعملون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما)..الصرف: (9) {تلهكم}: فيه إعلال بالحذف، حذفت لامه لمناسبة الجزم، وزنه تفعكم. اهـ..قال محيي الدين الدرويش: (63) سورة المنافقون مدنيّة وآياتها إحدى عشرة.بِسْمِ اللّهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ.[سورة المنافقون: الآيات 1- 3] {إِذا جاءك الْمُنافِقُون قالوا نشْهدُ إِنّك لرسُولُ اللّهِ واللّهُ يعْلمُ إِنّك لرسُولُهُ واللّهُ يشْهدُ إِنّ الْمُنافِقِين لكاذِبُون (1) اتّخذُوا أيْمانهُمْ جُنّة فصدُّوا عنْ سبِيلِ اللّهِ إِنّهُمْ ساء ما كانُوا يعْملُون (2) ذلِك بِأنّهُمْ آمنُوا ثُمّ كفرُوا فطُبِع على قُلُوبِهِمْ فهُمْ لا يفْقهُون (3)}.الإعراب: {إِذا جاءك الْمُنافِقُون قالوا نشْهدُ إِنّك لرسُولُ اللّهِ} {إذا} ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطه منصوب بجوابه وجملة {جاءك} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{المنافقون} فاعل جاءك وجملة {قالوا} لا محل لها لأنها جواب الشرط وهي عاملة في الظرف وجملة {نشهد} مقول القول وإن واسمها وكسرت همزة إن لدخول اللام المزحلقة على خبرها ورسول اللّه خبر إن. ومعنى {نشهد} نحلف فهو يجري مجرى القسم.{واللّهُ يعْلمُ إِنّك لرسُولُهُ واللّهُ يشْهدُ إِنّ الْمُنافِقِين لكاذِبُون} الواو للاعتراض و{اللّه} مبتدأ وجملة {يعلم} خبر والجملة معترضة بين قولهم {نشهد إنك لرسول اللّه} وبين قوله: {واللّه يشهد}، وإن واسمها واللام المزحلقة ورسوله خبر وإن وما بعدها سدّت مسدّ مفعولي {يعلم} وإنما كسرت همزتها لوقوع اللام داخلة على الخبر {واللّه} مبتدأ وجملة {يشهد} خبر وإن واسمها واللام المزحلقة وكاذبون خبرها.{اتّخذُوا أيْمانهُمْ جُنّة فصدُّوا عنْ سبِيلِ اللّهِ} {اتخذوا} فعل وفاعل و{أيمانهم} مفعول به أول وهو جمع يمين و{جنة} مفعول به ثان أي وقاية وترسا والجملة مستأنفة مسوقة لبيان كذبهم وحلفهم عليه وعبّر عن الحلف بالشهادة لأن كل واحد منهما إثبات لأمر معين والفاء عاطفة وصدّوا فعل وفاعل و{عن سبيل اللّه} متعلقان بصدّوا.{إِنّهُمْ ساء ما كانُوا يعْملُون} إن واسمها وجملة {ساء} خبر و{ما} فاعل {ساء} وجملة {كانوا} صلة وكان واسمها وجملة {يعملون} خبر كان.{ذلِك بِأنّهُمْ آمنُوا ثُمّ كفرُوا فطُبِع على قُلُوبِهِمْ فهُمْ لا يفْقهُون} {ذلك} مبتدأ والباء حرف جر وأن ومدخولها في محل جر بالباء والجار والمجرور خبر {ذلك} أي بسبب إيمانهم ثم كفرهم والفاء حرف عطف وطبع فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر تقديره هو و{على قلوبهم} متعلقان بطبع والفاء حرف عطف وهم مبتدأ وجملة {لا يفقهون} خبر.
|